June 6, 2010

ضياعٌ و فوضى.. ولا أجمل؟



دائماً ما نفشل في إيجاد أرضية نقيم عليها عملنا الذي يطمح إلى إحداث نوعٍ ما من التغيير   في مجتمعاتنا، ونتقاعس عن إعادة توجيه السفينة لترسو على المرسى المنشود، بل نتخذ   من الخلل الذي حدث سلماً جديداً لربما يخالف الكثير مما أردناه في بادئ الأمر.

بقيت لحظات حتى إقلاع الطائرة و لقد نسيت جميع أساسيات هذه الرحلة، لا تمتلك فرشاةً تنظف بها أسنانك صباح كل يوم، لا تمتلك دفتراً تسجل فيه ما يراودك من أفكار عابرة تريد الاحتفاظ بها أو مواعيد مهمة تريد تذكرها، لا تمتلك وسادتك التي بدونها لن تستطيع النوم و الاسترخاء عصراً ،وأخيراً نسيت نفسك مهملةً على رف من الملابس المبعثرة في كل مكان. ماذا يبقى منك اليوم في رحلتك هذه؟ وهل فعلاً تستطيع العمل بما هو لديك؟

لا اعتقد. لا اعتقد أننا نستطيع التغلب على مبادرات النفس الأمارة على السوء في عالمٍ مثل عالم اليوم، لا اعتقد أننا قادرون على إعادة صياغة التاريخ بالمنهج والوتيرة التي نسير عليها. وأكثر من ذلك، لا اعتقد أننا بتنا بشر فوق كل شيء، لقد خسرت البشرية جميع معاني الإنسانية التي اتخذتها بالأمس؛ لم نعد نناضل من أجل قضية معينة بل نتخذ الصمت و العزلة، لا رسالة ترسل اليوم تعبر عن روح الانتفاضة العربية، لا أنشودة تعبر فعلاً عن مكنون النفس العربية إثر انتهاكات الغرب و تدمير جميع معالم الرسالة الموحدة. اليوم نقف، مجموعات مختلفة، البعض يناشد سراباً كاد أن يتلاشى من الوجود والآخر تأكد من ضياعه، ويبقى صغارنا في حيرةٍ مستمرة، من نحن؟

لستُ هنا لأصدر أحكاماً على ما شهدته من مر الحياة، وليس هدفي هو التقليل من مقدرتنا كشعوب على إعادة مبادئ الإنسانية إلى أسمى مستوياتها الأصيلة لتغدو مقياساً لجميع مستويات التعايش التي نتخذها في مجتمعاتنا، بل غايتي هي فرض هذا التحدي على من يبادر بقرائة مدونتي.

رسالتي في الحياة هي أن أُكًوِنَ ميثاقاً مبني على عهد من الأخلاقية يدعو إلى التغيير الإيجابي باسم الإله و من أجل الإنسان. لربما لا يتسنى لي أن أبادر بما قد يحدث تغيير جذري في مجتمعي و لكنني مصممة على أن أبذل قصارى جهدي من أجل هذا الهدف.

* * * * * * * * * * 

 عزيزي قارئ سطري
لا تكن كالجبل الجليدي مخفي المعالم
فتغدو مجرد عابر سبيل
بل ابصم لك أثراً ... شاهداً حياً
في حياة عابري سبيلك


* * * * * * * * * * *

No comments:

Post a Comment